]قدمي لنفسك
الخير زرع والفتى حاصدُ
......................... وغاية المزروع أن يحصدا
وأسعد العالم من قدم الإحسان
........................ في الـدنيا لـينـجــو غـــــداً
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( صنائع المعروف تقي مصارع
السوء والآفات والهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل
المعروف في الأخرة ) أخرجه الحاكم في المستدرك
أختي الحبيبة ::
أنتِ لا تعيشين وحدك في هذا الكون , بل هناك أُناس يحيطون بكِ من كل جانب
فصنع المعروف والإحسان إلى أُولئك الناس من أعظم الخير الذي تقدمينه لنفسك .
وإن من أعظم ما يجلب السرور لقلب المؤمن , ويشرح صدره ,
قضاء حوائج الناس والسعي في صنع المعروف لهم , وفي كشف كربهم
وزرع الإبتسامة على ثغورهم , وغرس السعادة في قلوبهم .
(لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء 114
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية (من عبد الله وأحسن إلى الناس فهذا قائم
بحقوق الله وحق عباد الله في اخلاص الدين له ..)
فإذا أحسن المرء إلى الناس بالمعروف , وسعى في تفريج كربهم وتيسير أمورهم
فإن ذلك كفيل له بأن يحيى حياة طيبة , ترضي الله عزوجل , وترضي عباد الله عنه .
وإن من المصائب عند أهل الهمم عدم قصد الناس لهم في حوائجهم
يقول حكيم بن حزام ( ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة إلا علمت
أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها ) لأصمعي
إعلمي أختي الحبيبة ::
أن خدمة الناس والإحسان إليهم , وحسن الخلق في معاملتهم من أعظم
مفاتيح الخير الذي يقدمه الإنسان لنفسه في هذه الدنيا ليجني ثماره في الآخرة .
قال ابن عباس (من مشى بحق أخيه ليقظيه فله بكل خطوة صدقة ) رواة السيوطي في الجامع الكبير
وإن كثير من الناس يفرطون في مثل هذه العبادات ويظن أن كمال الإيمان
هو اصلاح ما بينه وبين الله عزوجل , ناسياً بذلك حق عباد الله عليه .
ومن صفات الرسل عليهم السلام هي خدمة الناس والإحسان إليهم بحسن الخلق
فقد كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يخدم الناس والبشر والسرور
يعلو محياه , فكان صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن حاجة لم يرد السائل عن حاجته
يقول جابر رضي الله عنه (ماسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط , فقال : لا )
.................................................. ...................متفق عليه .
أختي الغالية ::
الخير وصنع المعروف تحصدين ثمرة بنفسك من أجر وثواب في الآخرة
والعيش الطيب في حياتك والذكر الحسن بين الناس
اصنعي المعروف وابذلي الخير سخري وقتك لقضاء حوائج الناس
لا تنتظري شكراً من أحد , بل أخلصي لله وأصدقي مع الله عزوجل
وسوف يكفيك ما أهمك وييسر لك الطيبين من خلقه .
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ............ فطالما استعبد الناس إحسانا
مر عبد الله ابن المبارك حاجاً بقافلتهلما حج ووصل إلى الكوفة
، وهو في طريقه يخترق من خراسان يريد مكة، فمر بـالكوفة
فوجد أهل الكوفة في سنة مجدبة، في قحط لا يعلمه إلا الله،
بلغ بهم الجوع إلى أن خرجت جارية من بيت إلى مزبلة
-قمامة- فأخذت غراباً ميتاً وذهبت به إلى البيت فقال لغلامه
: بالله اذهب واسألها لماذا أخذت الغراب؟ فسألها فقالت:
والله مالنا من طعام منذ ثلاث ليال إلا ما يلقى في هذه المزبلة،
فلما أخبروا ابن المبارك ، بكى وجعل يده على وجهه
وقال: الله المستعان! نحن نأكل الفالوذج وهم يأكلون
الغربان الميتة، قسموا هذه القافلة على أهل الكوفة وعودوا
لا حج لنا هذه السنة، فقسموا على أهل الكوفة كل ما على
القافلة من البر والزبيب والمأكولات والمطعومات، ورجع
بدون حج من الطريق، فلما وصل إلى خراسان ونام أول ليلة.
رأى قائلاً في المنام يقول: حج مبرور، وسعي مشكور،
وذنب مغفور -فعسى الله أن يتقبل منا ومنه الحج،)
عائض القرني(قض نهارك مع ابن المبارك)
يقول الله تعالى ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) الحشر9[/color]